حذر المختص في علم النفس، نعمان بوشريكة، من حالة الاجهاد النفسي التي تصيب أعوان واطارات الصحة العمومية في اطار الحرب التي يخوضونها ضد جائحة كورونا.
وقال بوشريكة، في تصريح لوكالة تونس افريقيا، ان وسائل الدفاع النفسي لدى الأطباء وأعوان الصحة توشك أن تنفد “رغم يقيني انهم لن يستسلموا” على حد تعبيره.
وتابع “على السلطة التنفيذية الإشادة بمجهود الجيش الأبيض ليشعروا بالدعم فهم في حاجة الى الاعتراف بمجهودهم ضد الجائحة” مشيرا الى ان الصحة النفسية لمهنيي الصحة تمثل عنصرا من الصحة النفسية لعموم المواطنين.
ونبه الاخصائي النفساني الذي يعمل ضمن فريق يتولى الاحاطة النفسية لفائدة أعوان الصحة العمومية، من أن كلفة صمود الجيش الأبيض ستكون مضاعفة على صحتهم في فترة ما بعد انقضاء كورونا.
وأضاف المتحدث ،”ترتسم ملامح التعب والاجهاد على وجوه الأطباء والممرضين وجلهم لم يحظ بعطلة ولو ليوم واحد، ذلك أن ضغط العمل فرض عليهم وصل الليل بالنهار”.
وبحسب الاخصائي، فان طول المدة التي استغرقتها الجائحة وتوالي موجاتها خلف زيادة في الضغط نتيجة تدفق عدد كثيف من المرضى يوميا وهو ما نتج عنه تكبد الطواقم الصحية لأعباء عمل اضافية بما أدى الى حالة من الارهاق.
وأوضح أن فرق الرعاية النفسية تقوم بتحفيز أعوان الصحة وتدعم حضورهم النفسي. كما يشكل التوقي من التعرض للعدوى بالمرض سلوكا بديهيا لديهم لكن تنتابهم مشاعر القلق خشية نقلهم للعدوى الى أسرهم، وفق ما ذكره المختص في علم النفس، مشيرا الى أن أعراض الاجهاد شملت تسجيل اظطرابات في الذاكرة لدى عدد من الاطباء والممرضين.
ويعاني اعوان القطاع الصحي من الاحساس بالعجر المشوب بالقهر على خلفية تدني مستوى الالتزام بتطبيق الاجراءات الوقائية، كما يتشكل لديهم بأن من بينهم من يشعر أنهم تركوا لوحدهم في معركة انقاذ الأرواح من الجائحة، حسب ما خلص اليه بوشريكة.
ويواجه الاطباء وأعوان الصحة اشكاليات ترتبط بنقص الامكانيات والتجهيزات بالمستشفيات كما أن تعاملهم اليومي مع المرضى الحاملين للاصابة بكورونا وعائلاتهم يجعلهم احيانا عرضة لاظطرابات نتيجة رغبتهم في المساعدة في وقت تتحول فيه حصيلة الاصابات والمتوفين الى ارقام مفزعة.
وذكر ان النداءات المتكررة لتوفير اجهزة التنفس الاصطناعي ودعم المستشفيات بالتجهيزات لا تلقى الصدى المطلوب في حين ان أعوان الصحة يواصلون أداء مهاهم في ظروف صعبة.
وات