ما نعيشه اليوم من فرقة في الطبقة السياسية و من تشتت في الأفكار و الرؤى حسب الأجندات السياسية الخبيثة يجعلنا نخاف على ثورتنا خاصة أن أهدافها و مكتسباتها باتت في أيادي مرتعشة. الآن و بعد ما أسدل الستار و انكشف نوايا كبار الساسة أو “بأحرى كهنة معبد السياسية” الباجي و العباسي و الغنوشي و بن جعفر بات واضحا للعيان أن المصالح الحزبية الضيقة هي التي تطوع مبادئ رجال السياسية اليوم و أن المصلحة الوطنية هي مجرد وسيلة يستعملها بائعي الذمم للوصول الى غايتهم.
فلو كانت المصلحة الوطنية تعني جميع الفرقاء السياسيين لما كان هناك اختلاف حولها و لكن هناك نية مبية للالتفاف على أهداف الثورة و اجهاضها و تحيديها عن مسارها الطبيعي.
و لم أفهم لماذا يصر الى حد الآن الاتحاد التونسي للشغل على لعب دور المنقذ على الساحة السياسية ؟؟ نحن لسنا في مرحلة استقلال ليكون له دور المشاركة في هذه المرحلة نحن في مرحلة انتقال ديمقراطي تستوجب تكاتف جميع الأحزاب السياسية و لا يمكن للنقابات و المنظمات و الجمعيات المشاركة في هذه المرحلة ، أم أن العباسي اعتاد بنصيبه الذي كان يحفظه له المخلوع؟
و لا أعرف لماذا يصر بن جعفر على لعب دور البطل ؟؟ أم أنه هو الأخر ادمن تمثيل الدور الذي أعطاه اياه المخلوع في صف المعارضة الكرتونية ؟
و لا أعرف لماذا يصر الباجي كذلك على لعب دور المهدي المنتظر مع أن أيامه و سياسته ولى زمانها أم أنه يريد مشاركتنا حتى في زماننا؟؟
و لا أعرف لماذا قدم الغنوشي كل هذه التنازلات و لماذا انقلب على ارادة الشعب؟؟ أم أنه لا يقاوم اغراءات الكرسي؟؟
نحن اليوم في أمس الحاجة الى مبادرة قوية تولد من رحم الشارع الثوري و توحد كلمة الثوار لمواصلة الطريق و تحقيق أهداف الثورة.
نحن في حاجة الى ارادة سياسية جادة ترسي بسفينة تونس الى بر الأمان، نحن في حاجة الى أصوات صادقة و في حاجة الى رجال المبادئ لمواصلة المشوار و تأمين الانتقال الديمقراطي.