يطغى على حديث السياسة و الكواليس اليوم عودة رموز النظام السابق للمشهد السياسي و لوسائل الاعلام بشكل نلاحظ فيه تحد صارخ للثورة التونسية و لدماء الشهداء و بوقاحة دفعت البعض منهم الى حد الحديث عن انجازات النظام السابق و ما قدمه بن علي لتونس و لشعب تونس .
يتزامن كل هذا مع ما يدور في المجلس الوطني التأسيسي من مناقشة مشروع القانون الانتخابي و خاصة ادراج الفصل 15 من المرسوم عدد 35 الذي منع كل من تحمل مسؤولية في نظام المخلوع او في حزب التجمع المنحل من الترشح ،منع جعل العائلة السياسية تنقسم بين ارادة ثورية تدفع نحو تحصين الثورة من رموز ساهمت في بناء منظومة الاستبداد و الفساد و بين حسابات حزبية ارادتها مهادنة ازلام النظام السابق في اطار تقسيم جديد للمشهد السياسي ، ففي حين تتمسك حركة وفاء و المؤتمر من اجل الجمهورية و التكتل و بعض النواب الغير منتمين لكتل بضرورة تبنى العزل السياسي ٬ تدافع حركة النهضة و الكتلة الديمقراطية و بعض النواب الغير منتمين لكتل على عدم ادراج منع رموز النظام السابق من الترشح في القانون الانتخابي.
امتحان جديد لكل الاحزاب السياسية سيكون عسيرا في جلسة عامة ستخصص للمصادقة على القانون الانتخابي ، ليعلم التونسيون من يتمسك بمواصلة اهداف الثورة ، و من له فقط حسابات حزبية انتخابية و لا يهمه ان كان ثمنها استحقاقات مرحلة و اهداف ثورة .