من تقع عليه مسؤولية بناء الوطن والفجوات الخمس؟
هي مسؤولية الشعب؟
هي مسؤولية الدولة بمؤسساتها؟
هي مسؤولية الحكومة؟
هي مسؤولية مجلس نواب الشعب؟
هي مسؤولية رئاسة الجمهورية؟
أو هي مسؤولية الجميع معاً حسب رؤية محددة ويتكاتف الجميع لبناء الوطن، لكن لماذا لم يتحقق هذا إذاً؟
للإجابة عن هذا السؤال هنالك عدة فرضيات :
1) الرؤية المستقبلية والخطة التنفيذية لبناء الدولة.
2) أن تتوفر الإرادة من الجميع لبناء الدولة.
3) أن يكون مجلس نواب الشعب -(الذي يمثل صوت السعب وإرادته بعد إنتخابات شفافة وصادقة )- هدفه الأوحد أن يشرع القوانين التي تصب بدرجة كاملة وواضحة في بناء الأعمدة لبناء الدولة، وتحصينها أمام عواصف الزمن والسنوات…
4) أن تساهم رئاسة الجمهورية في تحصين البناء أمام العواصف الخارجية وكذلك تفرع جذور البناء في المنطقة الجيوسياسية والجيوستراتيجية وتثبيت مفاصل الدولة دوليا وإقليميا وصناعة للدولة هوية في المنطقة وفي العالم بشكل عام.
5) أن تساهم الحكومة في صياغة الخطة التنفيذية لبناء الدولة والعمل على حسن تنفيذها لهدف واضح ومعلن هو بناء الدولة.
6) الشعب يكون دوره في المساهمة في البناء بشكل مواز للسلطة التنفيذية بثقة متبادلة من الطرفين…
الفجوة الأولى: لم تكن هنالك رؤية مستقبلية متفق عليها من الجميع -خطة استراتيجية متوسطة المدى وبعيدة المدى- يعني الدولة لم تكن تعرف ماذا تريد في شكل البناء ومواصفاته وأهدافة العامة والخاصة. يعني غياب البوصلة. لكن…عوض التدارك الكل أصبح يفتي ويصنع لنفسه أهداف ويسير حسب قناعاته. (الدولة لا تعرف أين تذهب وماذا تريد …) ويرسم لنفسه نجاحات وهمية ليواصل الطريق.
الفجوة الثانية: أقيمت الإنتخابات على برامج انتخابية متعددة هدفها للأسف كان اللعنة الإيديولوجية فقط بلا عنوان وبلا أهداف.
في التجارب المقارنة تكون للأحزاب برامج تتماشى مع رؤية الدولة وتقديم كيفية الوصول لبناء الدولة وتختلف الطرق بين الأحزاب لكن الهدف واحد.
لكن هنا الفجوة الثانية ليس هنالك هدف عام ورؤية مستقبلية للدولة وانحرفت الأحزاب على هواها وأنحرفت بالبناء.
واستغل الجميع هذه الفجوة ليكون اسهال الأحزاب واستسهل الجميع العمل الحزبي لنصل لأكثر من 200 حزب بلا رائحة ولون وقادة وبرامج.
الفجوة الثالثة: رئاسة الجمهورية صنعت لنفسها كذلك أهداف ورؤية خارجية تتغير بتغير السيد الرئيس وتقاذفتها العواصف والأمواج وكل سنة ترسوا بها في شاطئ مغاير.
الفجوة الرابعة: السلطة التنفيذية وجدت نفسها في عزلة تامة ولذلك رسمت لنفسها أهداف اتسمت بالتغول السياسي لسفينة الأحزاب السياسية وتقاذفتها الضبابية السياسية ولم تقوى على مقاومة العواصف رغم المحاولات العديدة من الأطراف الصادقة لكن مؤكد كانت ستفشل وفشلت لأنها لم تجد خارطة طريق واضحة برؤية معلنة.
الفجوة الخامسة: الفجوة الأخيرة هي للشعب الذي تقاذقته الأمواج الإعلامية وتلاعبت به وقست عليه الطبيعة بكل تجلياتها الإجتماعية والإقتصادية و…وأصبح لا يقوى حتى على رفع رأسه.
لكن كان دوره سلبي في الموسم الإنتخابي لأنه يصل منهوك ويبحث على قارب النجاة ويبحث على سراب وكل مرة يخلص النوايا لكن هيهات…
فكيف نريد “بناء الوطن” بكل هاته الفجوات…
*دولة تسير بضبابية وبدون رؤية
*أحزاب لها رؤيتها الضيقة
*رئاسات ثلاث لكل أهدافه مع غياب التنسيق
لذلك كله الدولة في مهب الريح…
لذلك وجب أخذ راحة وهدنة وتحديد الرؤية ونرسم مع بعض ملامح الدولة ونرسم أولوياتها وأهدافها ومخططها التنفيذي الشامل برؤية مستقبلية طموحة.
*تعديل قانون الأحزاب
*تعديل قانون الانتخابات
*تعديل النظام السياسي
*بناء رؤية استراتجية للدولة
بالتوازي مع هذا إن توفرت الإرادة خطة إنقاذ وتغيير وتجديد لإدارة دواليب الدولة …
بقلم الدكتور محمد بن عمار: خبير دولي في إدارة الأداء الحكومي