تباهى رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين ناتنياهو بمناسبة عيد ميلاد المسيح عليه السلام بتحقيق بلاده تقدما سريعا حول اتفاقيات السلام مع الدول العربية معتبرا ذلك خطوة نحو تحقيق نبوءة توراتية و مؤكدا أن المزيد من الدول العربية تلتمس السلام مع ما أسماها الدولة اليهودية.
وقبل ان أقف على نبوءة أخرى حول فشل هذا السلام المزعوم وحتى لا يفرح نتنياهو كثيرا بهؤلاء المطبعين أود أن أذكر ما قال قرآننا أيضا في الذين بيسارعون للتطبيع وعن مصيرهم مع سادتهم الذين أطاعوهم من الأمم الاخرى و خصامهم معا بين يدي الله وذلك في عديد من الآيات أذكر منها.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51)
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ( 52- المائدة).
فهؤلاء المطبعون خبرنا الله أن في قلبوهم مرضا ويخشون على عروشهم ومصالحهم ويعتقدون ان ضمان بقائها عند الغرب فيركعون له ناسين أن الله لن يرضى بدوام الباطل وسيأتي بفتح من عنده و لو بعد حين.
وهؤلاء المطبعون يبتغون أيضا رضاء اليهود والنصارى لا رضاء خالقهم وشعوبهم فيتبعون ملتهم ( (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ- 120 البقرة)
و المطبعون الذي يتباهى بهم نتنياهو وينتظر المزيد منهم لا بد من ظهورهم و فضح خيانتهم و اخراج فضائحهم على الملأ وهي سنة الله في كشف المنافقين وهم عبارة عن عبيد أطاعوا سادتهم على الإثم و العداوان والفساد في الارض ليكون موقفهم يوم القيامة التخاصم مع من اطاعوهم والتبرأ منهم بين يدي الله (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا-67 الاحزاب) و ( (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ- البقرة – 166-167)
ومن بين ردود السادة لهؤلاء العبيد المطيعين لأسيادهم يوم القيامة ( (أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ– 32-سبأ) ونعم إن المطبعين مجرمون في حق أمتهم وشعوبها وقضاياها المصيرية.
آتي الآن إلى السلام الذي يتباهى به نتنياهو وقال إن نبوءة ” ليحلّ السلام على الأرض” تتحقق لأقول تتحقق بماذا؟ بهدم البيوت؟ و بقلع الأشجار؟ بتشريد شعب منذ عقود؟ بقتل الأطفال؟ بمجازر وسفك دماء آلاف الفلسطينيين وغيرهم؟ أم ببناء جدران الفصل والكراهية؟ هذه الجدران التي أعلمنا قرآننا المهيمن على كل الكتب أن بني إسرائيل لا يقاتلون إلا من وراء جدر بقول الله تعالى ” (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ”. الحشر- 14).
وتعالوا كذلك نرى ماذا جاء في نبوءة حزقيال عن مصير جدار الفصل الذي يعتقدون أنه يحقق لهم السلام المزعوم مع المطبعين الخونة:
حز 13-6: إنما رؤياهم باطلة، وعرافتهم كاذبة. يقولون: يقول الرب، والرب لم يرسلهم، ومع ذلك يطمعون في تحقيق كلمتهم.
حز 13-7: ألم تروا رؤيا باطلة، وتنطقوا بعرافة كاذبة قائلين: يقول الرب، وأنا لم أتكلم؟
حز 13-8: لذلك يعلن الرب: لأنكم تكلمتم باطلا وادعيتم رؤيا كاذبة، فها أنا أنقلب عليكم يقول السيد الرب.
حز 13-10: لأنهم حقا أضلوا شعبي قائلين: سيكون لكم سلام مع أنه ليس هناك سلام، فكان شعبي يبني حائطا وهم يطلونه بماء الكلس.
حز 13 –11: قل للطالين بماء الكلس: إن الحائط يتداعى، إذ ينهمر مطر جارف. وأنتن ياحجارة البر د تساقطن، ولتعصف به ريح جائحة.
حز 13-12: فلا يلبث السور أن ينهار أفلا تسألون آنئذ: أين الطين الذي طينتم به؟
حز 13-13: لذلك، هذا ما يعلنه السيد الرب: ها أنا أجعل ريحا عاتية تخترق السور بفعل حنقي، ومطرا جارفا ينهمر في خضم غضبي، وحجارة برد تتساقط في أثناء سخطي لكي تهلك،
حز 13-14: فأهدم السور الذي طليتموه بماء الكلس وأسويه بالأرض فيتعرى أساسه وتتداعى المدينة وتفنون جميعا في وسطها فتدركون أني أنا الرب.
حز 13-15: فأنفث غضبي بالسور وبمن يطلونه بماء الكلس وأقول لكم: قد تلاشى السور والذين يطلونه.
حز 13-16: الذين هم أنبياء إسرائيل الأدعياء، المتنبئون لإسرائيل، الذين يرون لها رؤى سلام، مع أنه لا سلام هناك، يقول السيد الرب.
هذه هي نبوءاتهم عن نهاية جدران الظلم والكراهية والعدوان وعن نهاية السلام الكاذب ولو أننا لا ننتظر نبوءات لأن قرآننا المهيمن أعلمنا عن نهاية هذا الصراع بقول الله تعالى :
” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا- 7- الإسراء”.