حسمت حركة النهضة أمرها و حشرت نفسها في زاوية طواعية و التزمت مكرهة بشروط المجتمع الدولي و هذا ما يمليه عليها موقعها الرسمي و الحكومي و أصبحت لا تفكر كحركة إسلامية جماهيرية تنحاز للمساكين و المحرومين و هذا أمر يخص قيادتها و هذا خيارها سواء اختارته طواعية أو كان مفروضا عليها و اعتقد و انه كذلك و لا أحسب أنها تقدر ان تنفك منه لا هي و لا بقية الاحزاب المعارضة و لا الموالية إذ استغرب الشباب التونسي من صمت الاحزاب التي صدعت رؤوسنا بالثورية و النضال و الخطب العصماء فاذا بها تصمت و الى الأبد و بوليس بن علي ينكل بالشباب و ينزع حجاب الأخوات العفيفات و يعنف الصحفيين و يعتقل كل حر هذا من جهة و من جهة أخرى تخرج علينا المتجنسة برمال الجنوب التونسي و تتجاوز الاعراف و التقاليد و الحياء و الانوثة و تروج للخمر رفقة شواذ من الدرجة الدنيا من المجتمع الأروبي …و إذا كان لا بد من دعم مؤسسات الدولة و تزكية حكومة مهدي جمعة و رفض كل محاولات التطاول على الدولة طبقا لعلوية القانون و تساوي كل المواطنين امامه و حاجة الحكومة التوافقية لمناخات الاستقرار كما يروج لها قيادي حركة النهضة فكان حري بالجميع الالتزام بهذه البنود ليس فقط حركة النهضة دون غيرها …لقد عادت دولة البوليس و قمعت الحريات و كممت أفواه و ازاحت أيمة و ولاة و معتمدين و استدعت الشرطة أصحاب الأقلام الحرة لمراكز التحقيق و اعتقلت رجال الثورة الذين أزاحوا المخلوع و ننتظر ساعة الصفر للهجوم على المساجد و ليس عجبا ان ياتي غدا الدور على حركة النهضة رغم التزامها بقواعد اللعبة الدولية و انصياعها للأوامر و الشروط الأجنبية . إذا كنا نلوم الحركات السلفية باختراقها عبر البوليس المحلي و الدولي فإن الاحزاب التونسية و بدون استثناء تم اختراقها جميعا عبر المجتمع الدولي و أصبحت تأتمر بأمره بدءا من الحكومة التي شكلت من الخارج و خارطة الطريق التي فرضت على الجميع و حتى الاراضي التونسية لم تسلم من هذا الاختراق فتمت استباحتها شمالا و جنوبا عبر الشركات الأجنبية في مجال الغاز و البترول و حتى قواعد عسكرية استقرت على ارض تونس الخصبة و إن كانت تحت لافتات خدمية صحية . و لكن القاعدة المستثناة من هذا الاختراق الفضيع هي نخبة شبابنا الثوري الحالم بغد افضل و مستقبل آمن و حياة سعيدة بدون نكد البوليس و لا عودة التجمع و لا اندساس اليسار الملحد و لا تجار السياسة و لا الدين …كدنا جميعا أن نصاب بالخيبة و الاحباط و لكن علو همة الشباب و تعطشهم للحرية و الكرامة ارجع فينا الأمل و بعث فينا الروح و اثبت ذلك عمليا بالكرم و القصبة و باردو و أمام المحكمة… و لذلك لزاما علينا جميعا و لكل من يأبى الاستعباد و الذل و العودة للوراء أن يعلنها ثورة ثانية هادرة حتى التمكين و يرفع يده عن الأحزاب و لا يتوقع منها خيرا فهي مسيرة في سياسيتها و ملزمة بشروط الاستعمار الدولي و أمامها خيارين لا ثالث لها إما الانصياع للقرارات الدولية أو التلويح بالارهاب يعني الحرب و هذا التهديد النهضة معنية به أكثر من غيرها . و من هذا المنطلق كما أشعلها الشباب التونسي ثورة في وجه الظلم و عصابة الطرابلسية دون استئذان أحدا …فإنه اليوم يجدد العهد مع الله و الوطن و العائلات المحرومة و المجتمع الذي خاب ظنه في مؤسسات الثورة و انه أخذ عهدا على نفسه بوضع قطار تونس الثورة على السكة و تحقيق التوازن و الندية على حلبة المعركة الوطنية و أنه يجب أن يتساوى الجميع أمام القانون رغم اعوجاجه و احترام دستور البلاد رغم ميوعه و تكون الحرية مهر هذه الثورة و العقد الذي لايقبل الانتكاسة او الفسخ او الاستنساخ و انه يجب أن يعلم القاصي و الداني أن الشباب التونسي المسلم قبل كل التنازلات و الاعتداءات اللفظية و الجسدية و تحمل الأذى و صبر تضحية من أجل حرية تحترم كرامته و آدميته فإذا انعدمت هذه الحرية و انسانية الانسان فلقد أعلن الشباب التونسي و انا أحدهم بالبدء في إحياء الثورة من جديد و إعادة الاعتبار التونسي صانع الربيع العربي و حقه في الحياة الكريمة و تأمين حريته و تفعيل قانون تحصين الثورة و تحصين المساجد من اختراق الأمني و الحزبي و علوية ديننا و توفير لقمة العيش الكريمة و تطهير دواوين الدولة من الفاسدين و أزلام العهد البائد و وقف بطش البوليس و ذلك كله عملا بالقانون و الدستور و احترام المواثيق الدولية و حقوق الانسان التي تضمن التظاهر بالشارع و حق التعبير و النقد و الاضراب و غيره من الوسائل الثورية المشروعة و لما لا لا ننسخ تجربة اليسار في اسقاطه لحكومة الترويكا