كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن تفاصيل خطيرة بشأن العلاقات الإسرائيلية المغربية التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر من مساء الخميس عن استئنافها بشكل رسمي.
وقالت الصحيفة أن تعاونا كبيرا جمع المغرب وإسرائيل وعلى مدى ستين عاما في الشؤون العسكرية والأمنية رغم عدم افصاح الجانبين عن هذا التعاون، مأكدة أن إسرائيل ساعدت المغرب في الحصول على الأسلحة وأجهزة جمع المعلومات الأمنية وكيفية استخدامها، كما ساعدتها على قتل زعيم معارض.
وقال رونين بيرغمان، مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” إن خلف اعلان ترامب أمس، مسيرة 60 عاما من التعاون الأمني، وأضاف أن المغرب ساعد على تهجير اليهود المغاربة إلى اسرائيل و في عملية ضد أسامة بن لادن وحتى في التجسس على الدول العربية الأخرى.
وقال بيرغمان إن التعاون الذي تم كشفه من خلال سلسلة لقاءات ووثائق على مدى السنوات الطويلة يعكس السياسة الإسرائيلية القائمة على بناء علاقات مع الأنظمة العربية التي تشترك معها في المصالح والأعداء. وبالتحديد تبنت إسرائيل استراتيجية الهامش التي تقوم على الوصول إلى الدول البعيدة عن نزاع إسرائيل مع الدول العربية المركزية أو مع تلك التي تقيم علاقة عدائية مع أعداء إسرائيل.
وتنبع العلاقة المغربية- الإسرائيلية من أعداد اليهود المغاربة قبل ولادة دولة إسرائيل عام 1948 مما جعلهم أكبر الجماعات داخلها. وهناك حوالي مليون يهودي مغربي أو يعودون في أصولهم إلى المغرب ممن احتفظوا بعلاقات عميقة في البلد الذي يبعد عنهم ألفي ميل.
وعندما حصل المغرب على استقلاله عام 1956، منع اليهود من الهجرة، وبدأ الموساد بتهريب أعداد منهم في 1961 لكن تم كشف العملية بعدما غرقت سفينة تحمل يهودا ومات معظم من كانوا على متنها.
وبعد شهر من الحادث، تولي الملك الحسن الثاني الحكم، وركزت إسرائيل على إنشاء علاقات قوية معه. والتقى عملاء إسرائيليون مع المعارض المغربي المهدي بن بركة الذي طلب المساعدة في جهوده للإطاحة بالملك، ولكن الموساد أخبر الملك الحسن الثاني بدلا من ذلك.
وكافأ الملك إسرائيل بالسماح لليهود بالهجرة الجماعية، وسمح للموساد بإنشاء محطة له في المغرب. وقدمت إسرائيل أسلحة للمغرب ودربت المغاربة على استخدامها، وزودته بتكنولوجيا مراقبة وساعدت على تنظيم المخابرات المغربية، وتم تبادل المعلومات الأمنية بين المخابرات المغربية والإسرائيلية وتعاونا في الكثير من العمليات.
وجاءت لحظة مهمة في العلاقات، عندما اجتمع قادة الدول العربية في الدار البيضاء، وسمح المغرب للموساد بالتنصت على أجنحتهم الخاصة. وقدمت العملية لإسرائيل منفذا غير مسبوق للتفكير العربي والقدرات والخطط والتي كانت حيوية في خطط وزارة الدفاع لحرب عام 1967.
ومنذ عام 2006 عمل سيرغي بارغودو، زعيم الجالية اليهودية الصغيرة في المغرب كوسيط للملك محمد السادس في هذه الجهود، حيث اجتمع مع المسؤولين الإسرائيليين وقادة اليهود الأمريكيين.
وفي بعض الأحيان كان ياسين منصوري، مسؤول المخابرات الخارجية المغربية وصديق الملك يحضر الاجتماعات. والتقى منصوري مع مدير الموساد، يوسي كوهين وأدار مفاوضات قادت إلى عملية التطبيع الأخيرة.
المصدر: وكالات+ القدس العربي