المتابع جيدا لمخطط زعيم الإنقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي في استهداف المساجد سوف لا يتفاجأ بما يقوم به الآن من هدم العشرات منها بحجة المصلحة العامة أو لأنها مقامة على أرض الدولة.
ففي العام 2016 ،و أثناء حفل تخرج الدفعتين 83 طيران وعلوم عسكرية جوية ، استعرض طلاب الكلية الجوية وطلاب من قوات الصاعقة -بحضور السيسي- مهارتهم القتالية والدفاعية عن طريق التصويب باتجاه “مجسم على هيئة مسجد” يقبع على المنطقة الحدودية، وسط مبانٍ وعقارات مجاورة له.
وبث التلفزيون المصري الاحتفال، وأظهرت إحدى الفقرات عدداً من جنود الجيش المصري يطلقون الرصاص على مجسم لمسجد، بدعوى محاربة الإرهاب.
و اعتبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن تصويب السلاح ناحية المسجد، يعني أن عقيدة طلاب الكليات العسكرية في مصر تتوجه نحو اعتبار المساجد ضمن الإرهاب الذي يجب محاربته في حين كان من المفرض أن تكون الأهداف التي يصوب عليها الطلاب غير واضحة المعالم، أو حتى باتجاه دولة إسرائيل على اعتبار أنها عدو الأمة.
و واصل رئيس نظام الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، حملته التحريضة على المساجد وربطها بالتطرف والإرهاب ومحذرا دول أوروبا والعالم من خطر محتمل يأتي من الخطاب الديني داخل المساجد، داعيا قادة أوروبا لمراقبتها.
وقال السيسي خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، العام الماضي ،إنه داوم في لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين أو من أي دولة أخرى على حثهم على الانتباه لما ينشر في دور العبادة.
و أما ما يقوم به السيسي حاليا من هدم المساجد وتزامنا مع تسارع أنظمة الخيانة والعمالة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني فإني أرى أن هذا الهدم هو تهيئة نفسية لقبول هدم الأقصى وفق سياسية ما تكرر تقرر في النفوس و أصبح عادةمألوفة.
و قد حذر رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر،الشيخ رائد صلاح في تصريح تابعته على قناة “الحوار بلندن” في العام 2013 وبعد الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي من استباحة المساجد وحرقها وتدميرها وإطلاق الرصاص على مآذنها سواء في مصر بعد الانقلاب أو في سوريا وأن تكون هذه الممارسات من الأسد والسيسي لإعطاء نوعا من الشرعية للاحتلال الصهيوني كي يواصل حصار المسجد الأقصى والدعوة الى بناء الهيكل المزعوم مكانه خاصة وأن هناك بعض الجهات الصهيونية تتحدث بالصوت والصورة عن مخططات هندسية لبناء كنيس داخل المسجد الأقصى المبارك وتحديدا عند باب المصلى المرواني كمقدمة لبناء الهيكل.
من جهته أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 الشيخ كمال الخطيب أن هدم المسجد الأقصى بات مطلبا صهيونيا حكوميا مؤكدا أن كل ما يتطلبه بناء الهيكل من خشب وأحجار قطعت من صخور جبال النقب وشمعدان ذهبي و أواني فضية ونحاسية والملابس التي سيلبسها الكهنة كل ذلك تم تجهيزه وموجود في أماكن خاصة أعدت لذلك.
ومن جانبه أشار المفكر السعودي سفر الحوالي في كتابه “المسلمون والحضارة الغربية” ، الذي تجاوز 3 آلاف صفحة،إلى الأموال الطائلة التي ينفقها المسلمون على الغرب الذي يحارب المسلمين مشيرا إلى أن ما بقي إلا تكلفة بناء الهيكل، وتساءل “فهل تبنيه الإمارات مثلاً ؟تلك الإمارات التي تشتري البيوت من المقدسيين وتعطيها لليهود!”.