يعتبر عدد من الملاحظين أن الأداء الكارثي للقيادي في التيار الديمقراطي ورئيس الكتلة الديمقراطية “محمد عمار” في إحدى البرامج التلفزية، عجل بإستقالة غازي الشواشي من الأمانة العامة لحزب التيار.
إستقالة غازي الشواشي لا هي الأولى ولا الأخيرة عن حزب سياسي عرف بطبيعته الوظيفية منذ خروجه من الحكم.
البعض يعتبر أن حالة الجمود والتكلس السياسي سيعجل من نهاية حزب التيار، بالحديث عن وجود تيارين متبينان داخله، أحدهما معتدل وكابح لجماح تيار متطرف تقوده “سامية عبو”.
تيار سامية عبو أمعن في الوظيفية والإصطفاف الأعمى وراء الرئيس قيس سعيد ووراء خيارات متكلسة سواء داخل البرلمان أو خارجه.
وما يروج في الكواليس فإن من الأسباب الرئيسية لإستقالة غازي الشواشي، وجود خلافات عميقة صلب التيار، بشأن أداء بعض نواب الحزب في البرلمان، ممن أصبحوا يقدمون صورة سيئة عن الحزب وأفكاره ومواقفه، خصوصا بعد الخروج الإعلامي “الكارثي” للنائب محمد عمار.
هذا النائب أثارت تصريحاته في برنامج “وحش الشاشة”، ردود فعل سلبية جدا في أوساط الرأي العام، اعتبرتها بعض قيادات التيار “مسيئة للحزب”.
المتابعين للشأن السياسي في تونس وخاصة المشهد الحزبي، يجمعون أن الأداء السياسي لحزب التيار الديمقراطي يتسم بالإرباك والإفراط في الاصطفاف وراء جناح قيس سعيد الرئيس.
هذا الإرباك والضبابية في المواقف تجلى في الموقف من تكليف هشام المشيشي لرئاسة الحكومة، ففي البداية رحب أغلب قيادات الحزب بهذا التكليف لكن انقلبت المواقف ب180 درجة من الرجل بين عشية وضحاها.
طبع الخط السياسي لحزب التيار الديمقراطي السلبية والارتجالية، رغم مغادرة محمد عبو الحزب نهائيا، والكارثة أن “حجي” و”العجبوني” و”غناي” و”عمار” عمقوا بأدائهم وتصريحاتهم أزمة الحزب حيث بقي كل رهانه قائما على الإصطفاف مع “سعيد” وهو رهان ظرفي ومرحلي وقائم على الوظيفية الكاملة…