كشف المؤلف في صحيفة واشنطن بوست جوش روجين أنه وقبل عامين تقريباً من ظهور كوفيد 19في مدينة ووهان الصينية ومن ثمة انتشاره في العالم، كان باحثون صينيون قد حذروا من تفشي الفيروس في المدينة، لكن الولايات المتحدة تجاهلت كل تلك التحذيرات.
قال روجين إن مسؤولين أمريكيين من السفارة في بكين حضروا مؤتمراً في أواخر عام 2017 قدم بالتفصيل تحذيرات حول إمكانية انتقال فيروس جديد مرتبط بالسارس عن طريق الخفافيش إلى البشر وفق ما جاء في مقال مطول لموقع بوليتيكو الأمريكي بعنوان “في عام 2018، حذر الدبلوماسيون من تجارب فيروس كورونا المحفوفة بالمخاطر في مختبر ووهان. لم يستمع أحد”
المقال مبني على مقتطفات من كتاب روجين الجديد “Chaos Under Heaven: Trump, Xi, and the Battle for the Twenty-First Century”، الذي نشر الاثنين.
وكتب روجين في المقال: “في 15 جانفي، في أيامها الأخيرة، أصدرت وزارة خارجية الرئيس دونالد ترامب بياناً يتضمن مزاعم جادة حول أصول جائحة كوفيد-19”.
وقال البيان إنه كان لدى مجتمع الاستخبارات الأمريكي دليل على أن العديد من الباحثين في مختبر ووهان أصيبوا بأعراض شبيهة بـCovid في خريف 2019، ممَّا يعني أن الحكومة الصينية قد أخفت معلومات مهمة حول تفشي المرض لعدة أشهر، وأن مختبر ووهان، على الرغم من تقديم نفسه على أنه مؤسسة مدنية “كان يجري مشاريع بحثية سرية مع الجيش الصيني”.
لكن وفقاً للتقارير فإن السفارة الأمريكية أرسلت ثلاثة فرق على الأقل إلى مختبر ووهان للتحقق من الأمر بين عامي 2017 و2018، ولقاء علماء صينيين بينهم شي جينجلي التي تُسمى “المرأة الخفاش” بسبب خبرتها الواسعة، للتحقق من ممارسات السلامة في المختبر.
وأشار روجين إلى أنهم “عندما جلسوا مع العلماء في مختبر ووهان صُدم الدبلوماسيون الأمريكيون بما سمعوه”.
وأضاف المقال “أخبرهم الباحثون الصينيون أنهم ليس لديهم ما يكفي من الفنيين المدربين بشكل صحيح لتشغيل المختبر بأمان”.
بعد الاجتماعات كتب الدبلوماسيون الأمريكيون تحذيرات عبر البرقيات إلى واشنطن “متوسلين الناس للانتباه إلى ما يجري”، وحثوا واشنطن على بذل المزيد لمساعدة المختبر، بحسب روجين.
وأضاف: “لقد حذروا أيضاً من أن باحثي مختبر ووهان اكتشفوا فيروسات كورونا جديدة من الخفافيش يمكن أن تصيب الخلايا البشرية بسهولة، وتستخدم نفس المسار الخلوي الذي استخدمه فيروس كورونا الأصلي السارس”، ولكن لم يتم الإعلان عن الرسائل مطلقاً.
يشير روجين في المقال أيضاً إلى أن “الأصل الدقيق لكورونا الجديد لا يزال لغزاً حتى يومنا هذا ، لكن البحث عن إجابات لا يقتصر فقط على إلقاء اللوم. ما لم يتم تحديد المصدر لا يمكن تتبع المسار الحقيقي للفيروس، ولا يمكن للعلماء دراسة أفضل الطرق لمنع تفشي المرض في المستقبل بشكل صحيح”.
وكالات