أعلنت واشنطن عن خيبة أملها وقلقها إزاء إعلان المصالحة الفلسطينية وهددت بقطع المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية إذا تم تشكيل حكومة مصالحة بينها وبين حركة حماس
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي،” أن على أي حكومة فلسطينية أن تلتزم بنبذ العنف وتعترف بوجود دولة إسرائيل”
وأضافت أن “غياب الالتزام الواضح بهذه المبادئ يمكن أن يعقد بشكل جدي جهودنا لمواصلة المفاوضات”
ويذكر أن حركتي فتح وحماس اتفقتا الأربعاء 23 أفريل 2014 على تنفيذ المصالحة الفلسطينية بتشكيل حكومة كفاءات وتوافقية خلال خمسة أسابيع ووقعتا على بيان مشترك هذا نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
“واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”
بيان صادر عن لقاء وفد منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس لإنهاء الانقسام وتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية
في الوقت الذي تتعاظم فيه الهجمة على القضية الفلسطينية، على كافة المستويات، وفي الوقت الذي تزداد فيه الاعتداءات على المسجد الأقصى، أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتكثّف فيه عمليات تهويد مدينة القدس المحتلة، وتصفية هويتها العربية، وتدنيس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ويتغول فيه الاستيطان على أراضي الضفة الغربية الصامدة، ويتنكر فيه الاحتلال لكل الاتفاقات والمعاهدات والمواثيق والأعراف الدولية، فيكثّف جيشه اعتداءاته، ويتجاوز كل الحدود، ويزايد قادته على شعبنا وقياداته بالانقسام البغيض، ويعربد مستوطنوه على البشر والشجر والحجر، ويتعرض أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال إلى أبشع صنوف التنكيل.
وفي الوقت الذي يشتد فيه الحصار الخانق على قطاعنا الشامخ، وتتفاقم المشكلات الإنسانية على أهلنا الصابرين فيه، وفي الوقت الذي تستمر فيه معاناة شعبنا في الوطن والشتات، فإن المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة الوحدة الوطنية، وتمتينها، ووضع الضوابط التي تكفل ثباتها واستمرارها وتعاظمها تصبح واجبا وطنيا.
وحيث استعرض الأخوة الأوضاع السياسية، التي تمر بها قضيتنا الوطنية، وحالة الانسداد السياسي بسبب السياسة والتعنت الإسرائيلي، وقد استحضر الجميع المسؤولية الوطنية في العمل المشترك، وضرورة تعزيز الشراكة في السياسة والقرار، حتى يتسنى لشعبنا مواصلة مسيرته نحو الحرية، والعودة، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.
ومن هذه المنطلقات الوطنية، والدينية، والقومية السامية، فقد تداعى وفد منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للقاء على أرض غزة الصمود، للاتفاق على وضع الجداول الزمنية لإنهاء الانقسام، وتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية.
وقد تم عقد اجتماعين على مدار اليومين، بين الوفدين، سادتهما روح التفاهم، والحرص، والتوافق، وتغليب مصلحة الوطن، حيث تم الاتفاق على ما يلي:
أولا/ التأكيد على الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة، والتفاهمات الملحقة، وإعلان الدوحة، واعتبارها المرجعية عند التنفيذ.
ثانيا/ الحكومة: يبدأ الرئيس (محمود عباس) مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني، بالتوافق من تاريخه، وإعلانها خلال الفترة القانونية المحددة بخمسة أسابيع، استنادا إلى اتفاق القاهرة، وإعلان الدوحة، وقيامها بالتزاماتها كافة.
ثالثاً/ الانتخابات: التأكيد على تزامن الانتخابات التشريعية، والرئاسية، والمجلس الوطني، ويخوّل الرئيس بتحديد موعد الانتخابات، بالتشاور مع القوى والفعاليات الوطنية، على أن يتم إجراء الانتخابات بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة على الأقل.
وتتم مناقشة ذلك في لجنة تفعيل منظمة التحرير، في اجتماعها القادم، وإنجاز مقتضيات إجراء الانتخابات المذكورة.
رابعاً/ منظمة التحرير: تم الاتفاق على عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، لممارسة مهامها المنصوص عليها بالاتفاقيات، في غضون خمسة أسابيع من تاريخه، والتأكيد على دورية وتواصل اجتماعاتها بعد ذلك.
خامساً/ لجنة المصالحة المجتمعية: الاستئناف الفوري لعمل المصالحة المجتمعية، ولجانها الفرعية، استناداً إلى ما تم الاتفاق عليه في القاهرة.
سادساً/ لجنة الحريات: التأكيد على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، في ملف الحريات العامة، ودعوة لجنة الحريات العامة في الضفة والقطاع، لاستئناف عملها فوراً وتنفيذ قراراتها.
سابعاً/ المجلس التشريعي: التأكيد على تطبيق ما تم الاتفاق عليه، بتفعيل المجلس التشريعي والقيام بمهامه.
وفي الختام يؤكد الوفدان، على تثمين وتقدير الدور المصري في رعاية اتفاق المصالحة، ويؤكدان على مواصلة هذا الدور، وتثمين الدعم العربي الشامل لتطبيق اتفاق المصالحة.
التحية كل التحية لشهدائنا الأبرار
التحية كل التحية لأسرانا الأبطال
التحية كل التحية لجراحنا الميامين
غزة- فلسطين
23/4/2014 ميلادي
وفد منظمة التحرير الفلسطينية
عزام الأحمد(حركة فتح)-بسام الصالحي(حزب الشعب)-مصطفى البرغوثي(حركة المبادرة الوطنية)-منيب المصري(رجل أعمال مستقل)-جميل شحادة(جبهة التحرير العربية)
وفد حركة حماس
إسماعيل هنية(نائب رئيس المكتب السياسي للحركة)-موسى أبو مرزوق(عضو المكتب السياسي)-عماد العلمي(عضو المكتب السياسي)-محمود الزهار(عضو المكتب السياسي)-خليل الحية(عضو المكتب السياسي)-نزار عوض الله(عضو المكتب السياسي)
هذا وقد لاقت المصالحة الفلسطينية انتقادا لاذعا من الكيان الصهيوني وقال رئيس وزرائه بنيامين ناتنياهو : ” بدلاً من أن يتقدم أبو مازن على طريق السلام مع إسرائيل فإنه يتقدم على درب السلام مع حماس، و عليه أن يختار، هل يريدُ مصالحة مع حماس أم سلاماً مع إسرائيل و يمكن أن يحقق أحدَهما فقط، وليس كليهما، آمل في أن يختار السلام لكنه لا يفعل ذلك حتى الساعة”
ومن جهته قال رئيس الكنيست (البرلمان) الصهيوني ، والقيادي في حزب الليكود، يولي إدلشتاين، إن “اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير يعني عملياً تشكيل حكومة إرهاب وطني لا تستهدف إلا السعي للقضاء على إسرائيل”.
وفي تصريح له نقلته الإذاعة الصهيونية العامة الخميس 24 أفريل 201 ، انتقد إدلشتاين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً، إنه: “منكر للمحرقة اليهودية، ويتحالف مع الإرهابي الحمساوي إسماعيل هنية”
و قد رافقت تصريحات المسؤولين الصهاينة الرافضة لهذه المصالحة غارات جوية استهدفت شمال قطاع غزة أصيب فيها 7 فلسطينيين على الأقل، بينهم أطفال
وفال الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية بغزة اياد البزم ان الفلسطينيين “اصيبوا بصاروخ اطلقته طائرة استطلاع اسرائيلية على دراجة نارية قرب نادي بلدة بيت لاهيا” في شمال قطاع غزة.”
الصدى + وكالات