أحياناً إنسان يعبد إنسان دون أن يشعر ، يطيعه ويعصي الله ، يعلق عليه الآمال ، يتوكل عليه ، يعطيه كل حبه ، وكل ولائه ، ولا يعبأ بمنهج ربه
﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾
( سورة يوسف )
الشرك الجلي لا وجود له في العالم الإسلامي ، ولكن الشرك الخفي أن تطيع مخلوقاً وتعصي خالقك ، أن تطيع زوجتك ، وتعلق عليها كل الآمال ، وتكسب المال الحرام إرضاءً لها هذا شرك .
﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾
هذا الذي يغتصب بيتاً لا يرى أنه سيحاسب ؟ هذا الذي يأكل المال الحرام لا يرى أنه هناك إله عظيم سوف يحاسبه على ذلك ؟ المشكلة واحدة ، الصورة مختلفة .
من السهل بمكان أن تعبد إنساناً ليس معك ، تتلقي به وتكون في أعلى درجات الأدب والمحبة والولاء ، مرتاح ، تبتعد عنه تكون وحشاً مع الناس ، عبادة الأشخاص سهلة جداً ، أما أن تعبد الله هو معك ، لو حلفت يميناً كاذبة سقطت من عينه ، لو كذبت سقطت من عينه ، لو ظلمت هرة سقطت من عينه ، لو قتلت مخلوقاً لا يحق لك أن تقتله سقطت من عينه ، الفرق كبير جداً بين أن تعبد مادة ، حجر ، شمس ، قمر ، بقرة ، نار ، وبين أن تعبد خالق السماوات والأرض .
﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾
( سورة الحديد الآية : 4 )
معك يحاسبك .
النابلسي